تربية النحل





الدرس الأول ( مكونات طائفة النحل )



تتكون طائفة النحل من ملكة واحدة Queen وعدة مئات من الذكور Drones وعدة آلاف من الشغالات Workers وجميعها تعيش في مسكن واحد يسمى خلية تحتوي على عدد من الأقراص الشمعية يتناسب وقوة الطائفة نفسها.

وهذه الأقراص قد تحتوي على عسل وحبوب لقاح أو على حضنة (خِلفة) في أطوار مختلفة مثل بيض – يرقات – عذارى.

ويمكن الحديث عن كل فرد من الأفراد المكونة لخلية النحل بشيء من التفصيل...

أولاً: الملكة

وتسمى اليعسوب، وهي تعتبر أم الخلية، حيث توجد ملكة واحدة بكل خلية وهي أنثى كاملة التكوين الجنسي أي لها مبايض قادرة على إنتاج البيض ووظيفتها الأساسية هي وضع البيض.
أهم مميزاتها:
إن بطنها طويل وأجنحتها قصيرة نسبياً بالنسبة لجسمها. ويختلف لون الملكة باختلاف سلالتها، وكذلك لكل ملكة آلة لسع مقوسة (زيبان) ذات أسنان دقيقة تستخدم فقط في لسع مثيلاتها من الملكات.
ومن الملاحظ أن الملكات لا تفقد آلة لسعها عند اللسع بعكس الشغالات وتفسير ذلك هو أن آلة لسع الشغالات مشرشرة على صورة السهم (سهلة في دخول الجسم ومن الصعب إخراجها) في حين أن الملكة آلة اللسع عندها غير مشرشرة بصورة سهمية كما في الشغالات.
تضع الملكة أثناء موسم النشاط حوالي 2000-2500 بيضة في اليوم الواحد أي ما يقرب من وزنها وتضع البيض بمعدل 4 بيضات في الدقيقة الواحدة وتأخذ فترة راحة كل حوالي 2-5 دقائق كي تقوم الشغالات بتغذيتها.
وهذا يوضح مدى أهمية وفائدة الغذاء الملكي، والملكة تضع نوعان من البيض ملقح وينتج عنه شغالات وملكات، وآخر غير ملقح وينتج عنه ذكور. أو ما يسمى بالتوالد البكري. وللملكة القدرة على التحكم في ذلك عن طريق التحكم في خروج الحيوانات المنوية من القابلة المنوية لتلقيح البويضات.
وهناك بعض النظريات تفسر مدى تحكم الملكة في وضع بيض ملقح أو غير ملقح لا مجال لشرحها.
العوامل التي تؤثر على عدد البيض التي تضعه الملكة:
أ. عوامل وراثية:
وهذه لها علاقة كبيرة بسلالة الملكة، فبعض السلالات تفوق غيرها في عدد البيض الذي تضعه فالملكات الإيطالية والقوقازية والاسترالية والكرنيولية تفوق غيرها من الملكات من السلالات الأخرى مثل النحل المصري والنحل البلدي (الحارثي والقمري) وهكذا. وهذا يعود لما تحمله تلك الملكات من صفات وراثية ومن هنا تتضح لنا أهمية الانتخاب والتحسين في سلالات النحل.
ب. عمر الملكة:
من المعروف أنه كلما تقدمت الملكة في السن تكون قد وضعت أكبر كمية من البيض وبالتالي بعد السنة الثانية من عمر الملكة نجد أن منحنى وضعها للبيض يبدأ بالانخفاض، وبالتالي نجد أن النحل يحاول تغييرها، وهذه الظاهرة تسمى بالإحلال لذلك ينصح بتغيير الملكات كل سنتين وذلك للمحافظة على قوة الخلايا.طريقة تغيير الملكات كل سنتين:يتم تغيير 50% من ملكات المنحل في العام الأول ثم يتم تغيير الـ50% الباقية في العام التالي وهكذا.
ج. سلامة أعضاء الملكة واكتمال تكوينها:
نجد أن الملكات المرباة من البداية كملكات أي من بداية العمر اليرقي أخذت الغذاء اللازم لها فإن تكوينها يكون مكتمل أي أن فروع المبيض تكون كاملة وبالتالي تكون الملكة خصبة ومنتجة للبيض في حين تربية الملكة من عمر يرقي كبير فإنها تكون غير مكتملة التكوين وبالتالي تكون أقل من غيرها في مدى خصوبتها. كذلك فإن فقدان الملكة لأحد أعضائها يؤدي إلى قلة إنتاجها من البيض وهذا يلاحظ عند فقدها لأحد أرجلها مثلاً.
د. الظروف الجوية المحيطة وفصول السنة:
فنجد أنه عند بداية الربيع تنشط الملكات بصورة كبيرة في وضع البيض في حين أنها في فصل الشتاء ونتيجة للعوامل الجوية السائدة نجد أن الملكة يقل وضعها للبيض.
هـ. إصابة الملكة بالأمراض أو بالفاروا:
وهذه العوامل تؤدي إلى التأثير على الملكة وتقلل من وضعها للبيض أو أمثلة على ذلك إصابة الملكة بمرض النوزيما وطفيل الفاروا.
و. عدد الشغالات بالخلية:
من المعروف أن الملكة لا تعتني بالبيض الذي تضعه وإنما تقوم الشغالات بتلك العملية، لذلك فإن العلاقة بين الملكة والشغالات هو: كلما زادت كمية الشغالات في الخلية كلما نشطت الملكة في وضع البيض.
ز. توفر الغذاء:
من أهم العوامل التي تؤثر على الملكة في وضع البيض هو توفر الغذاء والمتمثل في العسل وحبوب اللقاح فكلما توفرت كمية الغذاء اللازمة كلما نشطت الملكة في وضع البيض.
وهذا يلاحظ جيداً عند تزهير بعض الأعشاب البرية قبل بداية فصل الربيع فنجد أن النحل يبدأ في التقدم نتيجة لوجود أزهار الأعشاب. وأما في الفترات التي تقل فيها مصادر التغذية يقل إنتاج الملكة من البيض.
الملكة العذراء وكيفية تلقيحها:
تخرج الملكة العذراء من بيتها بشقه من الطرف وهذا يميز بين الملكة العذراء الخارجة طبيعياً وبين الملكات التي تفشل في الخروج حيث يفتح البيت الملكي من أحد جوانبه.
ومن المعروف أن أول ملكة تخرج من بيتها تقوم بإحداث صوت خاص تبادلها إياه الملكات العذارى الأخرى الموجودة داخل بيتها، وبالتالي تقوم بقرض تلك البيوت من أحد جوانبها بواسطة الفكوك ثم لسع الملكات الموجودة بداخل تلك البيوت ومن ثم تقوم الشغالات بتكملة قرض تلك البيوت وإخراج الملكات العذارى الميتة منها للخارج.
ومن الملاحظ أن الملكة العذراء أول ما تخرج من بيتها تكون كبيرة الحجم ويكون جسمها (مترهل) ثم تقوم بتناول كمية من العسل من إحدى العيون السداسية ثم بعد ذلك يشتد جسمها وتجهز لطيران التلقيح بعد أسبوع من خروجها تقريباً (حسب السلالة). حيث يتم التلقيح الطبيعي للملكات في الجو وتقوم الملكة العذراء في البداية بالخروج من خليتها للتعرف على مكانها ثم تخرج للتلقيح حيث تصدر صوتاً خاصاً بالتلقيح تسمعه ذكور المنحل والمناحل القريبة فتخرج وراءها لتلقيحها.
ومن المعلومات السائدة حتى الآن أن ذكراً واحداً هو الذي يلقح الملكة ولكن ثبت حديثاً أن الملكة تتلقح على الأقل بواسطة 7-8 ذكور وقد تم إثبات ذلك بواسطة التصوير الإلكتروني عن طريق ربط الملكة بواسطة سلك يلف بسرعة وتلحق الذكور بالملكة وبعد تلقيح الذكر الأول يقوم الذكر الثاني بنفس العملية بعد قرب موت الأول وهكذا حتى إتمام التلقيح.
بعد تلقيح الملكة العذراء يبقى عضو التناسل الذكري موجود بمؤخرة الملكة فتقوم الشغالات بتنظيفه وتغذيتها وبعد 3-4 أيام تبدأ الملكة في وضع البيض.
أما إذا لم تستطع الملكة الخروج للتلقيح نتيجة لسوء الأحوال الجوية أو لتشوه أجنحتها واستمر ذلك إلى أكثر من 15 يوم من خروجها فإنها تبدأ بوضع بيض غير مخصب ينتج عنه ذكور وبالتالي إذا لم يتم تغيير تلك الملكات فإن النحل يبدأ بالتلاشي لأنه لا يوجد تجديد في الشغالات.
دورة حياة الملكة:
ملكة النحل تنشأ من بيضة ملقحة تحوي 32 كروموسوم حيث تفقس البيضة بعد ثلاثة أيام حيث تنتج عنها يرقة صغيرة الحجم تبدأ الشغالات في تغذيتها على الغذاء الملكي لمدة 5 أيام تتوقف بعدها اليرقة عن تناول الغذاء حيث يكتمل بناء البيت الملكي وتقوم اليرقة بنسج شرنقة حريرية حول نفسها ويستغرق ذلك 24 ساعة وتسكن اليرقة في تلك الشرنقة لمدة يومين وتبقى في طور العذراء لمدة 3 أيام تتحول بعدها إلى حشرة كاملة (مدة دورة الحياة من البيض إلى الملكة تستغرق 15 يوم).




ثانياً: الذكور Drones


يتميز الذكر عن الشغالة بكبر حجمه وضخامته ولكنه أقل وطولاً من الملكة ومؤخرته عريضة يغطيها شعر كثيف وأجنحة الذكر كبيرة وعند طيران الذكور تحدث طنيناً مميزاً. وعيون الذكر بارزة والخرطوم قصير لا يصلح لجمع الرحيق ونجد أن الشغالات تتخلص من الذكور في فترة قلة الأزهار عن طريق لسعها وإخراجها أو عن طريق منعها من دخول الخلية وبالتالي لا تستطيع الذكور إطعام نفسها.

ولا يوجد للذكر زيبان وغالباً ما تظهر الذكور بكثرة في فترة النشاط في الربيع.

وظيفة الذكور:

لا يوجد أو وظيفة للذكور سوى تلقيح الملكات كما أسلفنا حيث تقوم 7-8 ذكور بتلقيح الملكة الواحدة. وبعد التلقيح يموت الذكر الأخير لأنه لا يستطيع نزع آلة السفاد من مؤخرة الملكة بعد عملية التلقيح فينفصل عن جسمه وبالتالي تنتهي حياته.

ويجب ملاحظة أن الذكور الناتجة عن الأمهات الكاذبة ولو أنها صغيرة الحجم لكنها خصبة وقادرة على تلقيح الملكات العذارى.

دورة حياة الذكر:

من المعروف أن الذكور تنتج عن بيض غير مخصب يحتوي على (16) كروموسوم وهذا ما يسمى بالتوالد البكري، لذلك نجد أن ذكر النحل لا يوجد له أب ولكن له جد من ناحية الأم، ولا ينتج الذكر ذكوراً من أبنائه، لذلك يكون الذكر الناتج من سلالة نقية نقاءً أصيلاً ومن نفس سلالة الأم بغض النظر عن الذكر الذي لقح الملكة. وتستغرق دور حياة الذكر 24 يوماً وتنقسم كالتالي: 3 أيام للبيضة، 6 أيام لليرقة، 15 يوم للعذراء.
ويفضل التقليل من إنتاج الذكور في الطائفة للأسباب الآتية:
1- المساحة اللازمة لإنتاج ألف من حضنة الذكور من الممكن أن تنتج 1500 حضنة من الشغالات.
2- كمية الغذاء اللازمة لتغذية يرقات الذكور أكبر بكثير من الغذاء اللازم ليرقات الشغالات.
3- الذكور الكاملة شرهة جداً في أكل العسل لذا فإن كثرتها تقلل الإنتاج.




ثالثاً: الشغالات Workers
تنشأ الشغالات من بيض مخصب تضعه الملكة، كما وأن الشغالات إناث أعضاؤها التناسلية غير مكتملة التكوين الجنسي (المبايض ضامرة) وكذلك هي أصغر أفراد الطائفة حجماً ولكنها تمثل الأكثرية في الخلية.
وتتميز الشغالات بأجنحتها القوية التي تساعدها على الطيران كذلك فإن الأرجل الخلفية لها مزودة بسلال لجمع حبوب اللقاح والبطن مزود بأربعة أزواج من الغدد التي تقوم بإفراز الشمع لبناء الأقراص الشمعية وتتميز الشغالات بوجود آلة اللسع في نهاية بطنها تستخدمها للدفاع عن نفسها وعن خليتها.
للشغالات غدد خاصة في رأسها تقوم بإفراز الغذاء الملكي.
عمر الشغالة:
في الخريف والشتاء قد يصل عمرها إلى 6 شهور وربما أكثر، أما في فصل الصيف فإن عمرها قد يصل لحوالي 3 شهور، أما في أوج فصل الربيع والنشاط فعمرها ليس أكثر من 4-6 أسابيع في الظروف العادية.
النصف الأول من عمر الشغالة (تقريباً 3 أسابيع من بداية حياتها) تقوم بالواجبات الداخلية، والنصف الأخير من عمرها لأعمال الحقل.
كذلك فإن حوصلتها مهيأة لحمل السوائل.. إلى غير ذلك من المميزات والتي تتعلق بأعمال الشغالة ويمكن توضيحها كالتالي:
ماذا تعمل الشغالات في داخل الخلية:؟
1- بناء الأقراص الشمعية ومط الأساسات الشمعية التي توضع للنحل حيث يقوم النحل بتخزين العسل وحبوب اللقاح في العيون الممطوطة وكذلك تقوم الملكة بوضع البيض بها. كذلك تقوم بتغطية عيون العسل الناضج بطبقة رقيقة من الشمع الخالص.
2- التحكم في نوعية البيوت المبنية مثل بيوت الملكات والذكور.
3- العناية بالملكة حيث تقوم الوصيفات بتنظيفها وترشدها للعيون النظيفة كي تضع بها بيض وكذلك تقوم بتغذية الملكة بالغذاء الملكي.
4- تقوم برعاية الحضنة منذ الفقس وحتى التحول إلى عذراء حيث تقوم بتغطية العيون السداسية بغطاء مسامي عبارة عن شمع مخلوط بحبوب اللقاح.
5- التحكم في درجة حرارة الخلية عن طريق تدفئتها شتاءً والتهوية صيفاً.
6- تقوم الشغالات الموجودة في داخل الخلية باستلام الرحيق وحبوب اللقاح من الشغالات السارحة وتقوم بإنضاج العسل وتخزينه كذلك تقوم بعجن حبوب اللقاح مع العسل وتكوين خبز النحل الذي تتغذى عليه يرقات الشغالات والذكور بعد اليوم الثالث من عمر يرقاتها.
7- تقوم الشغالات بإلصاق البراويز وتثبيتها وكذلك تسد الشقوق والفتحات بواسطة مادة البروبوليس (غراء النحل) ويسمى أيضاً "علك النحل".
8- تنظيف الخلية من أي فضلات أو كائنات ميتة وقذفها للخارج وعند عدم مقدرتها على إخراجها فإنها تقوم بتغطيتها بطبق من الشمع كما يحدث عند لسعها لأحد الفئران الداخلة للخلية حتى الموت ثم تغطيته كاملاً بالشمع مما يؤدي لتحنيطه وعدم ظهور رائحة له.
9- الدفاع عن الخلية وحراستها من الأعداء الحيوية التي تهاجمها مثل الدبور وفراشة دودة السمسم (كبيرة الحجم) وكذلك من الحيوانات الصغيرة كالسحالي والحرادين.
ماذا تعمل الشغالات خارج الخلية:؟
تقوم الشغالات بأعمال خارج الخلية منها:
1- جلب الرحيق وحبوب اللقاح من الأزهار.
2- جمع مادة البروبوليس التي يستخدمها النحل في تثبيت البراويز وسد شقوق وفتحات الخلايا.
3- جلب الماء اللازم لترطيب جو الخلية صيفاً وكذلك لتخفيف تركيز العسل المستخدم في التغذية.
4- تقوم بالبحث عن المكان المناسب ليسكن به الطرد أثناء فترة التطريد.
دورة حياة شغالة نحل العسل:
من المعروف أن التطور في نحل العسل تطور كامل أي لها 4 أطوار واضحة وهي:
1- طور البيضة The Egg:
ففي البداية تقوم الشغالات بتنظيف وتهيئة العيون السداسية وتبدأ الملكة في إدخال رأسها في العين أولاً لتتأكد من خلوها ونظافتها ثم تستدير لتدخل مؤخرتها حتى تلامس قاع العين السداسية وتضع بيضة واحدة تلصقها بمادة صمغية.
ويكون وضع البيض في اليوم الأول رأسياً وفي اليوم الثاني تميل بزاوية مقدارها 45ْم وفي اليوم الثالث تكون أفقية الوضع ومن ذلك يمكن معرفة عمر البيض بمجرد النظر من تحديد زاوية وضع البيضة أما البيضة فهو اسطواني مقوس قليلاً وطولها حوالي 1ملم.
2- طور اليرقة Larvae:
بعد فقس البيض تقوم الشغالات بتغذية اليرقات الناتجة على مادة الغذاء الملكي لمدة 3 أيام بعد ذلك يتم التمييز فتتغذى يرقات الشغالات والذكور على خبز النحل وهو عبارة عن مزيج من العسل وحبوب اللقاح أما اليرقات التي ستنتج عنها ملكات فتستمر بالتغذية على الغذاء الملكي.
متوسط مدة طور اليرقة هو 5 أيام كما في الملكات والشغالات أما في حالة الذكور فيستمر على 6 أيام.
3- طور العذراء Pupa:
بعد سابع انسلاخ لليرقة تمتنع الشغالات عن إمداد تلك اليرقات بالغذاء وتقوم بتغطية العيون السداسية بأغطية مكونة من الشمع وحبوب اللقاح لكي تسمح لما بداخلها بالتنفس من خلاله. وشكل الغطاء محدب في الشغالات وبارز أكثر في الذكور أما بيوت الملكات فإنها تشبه حبة الفستق (الفول السوداني).
4- طور الحشرة الكاملة Adult:
بعد مرور فترة العذراء تشق الحشرة الكاملة الغطاء وذلك بقرض أجزاء منه وتخرج وتكون ضعيفة ما تلبث أن تشتد خصوصاً بعد أن تأخذ لعقة من العسل.





الدرس الثاني ( كيف تنشئ منحلاً )



نظراً للاتجاه العام باستغلال كافة الوسائل لتحسين الاقتصاد العام والخاص فإن كثيراً من الناس اتجهوا لتربية النحل لما لذلك من فوائد جمة.

ولكن قبل البدء في إنشاء المنحل يجب أن يكون هناك مشرف موثوق به للإشراف على المنحل أو أن يكون صاحب المنحل نفسه نحالاً وذلك لضمان نجاح المشروع، وأن يكون المكان الخاص بالمنحل ملكاً للنحال نفسه أو لصاحب المشروع، أو أن يكون أجره زهيداً لمن لا يمتلك أرض وذلك لتقليل التكاليف.

العلاقة بين مربي النحل وصاحب الأرض

من الشائع عندنا أن كثيراً من مربي النحل لا يملكون أرضاً لوضع مناحلهم بها، لذلك نجد أن العادة جرت بأن يدفع مربي النحل مقداراً من المال أو تنكة "جالون" عسل أو أكثر من ذلك أو أقل على حسب عدد الخلايا الموضوعة في الأرض أو حسب الاتفاق.

ولكن في الدول المتقدمة علمياً في مجال الزراعة وفي كثير من بلادنا العربية نجد أن العكس هو الصحيح أو على الأقل أصبحت كثير من الاتفاقيات تتم على أساس الدفع لصاحب النحل وذلك لأن كثيراً من الحشرات الملقحة تموت بسبب التقدم العلمي في مجال المبيدات الكيماوية واستخدام الآلات الحديثة في الزراعة والتي تؤدي إلى التخلص من كثير من الحشرات الملقحة نتيجة للعمليات الزراعية المختلفة كتقليب الأرض والتسميد ...الخ.

ونتيجة لذلك يقوم الطرفان بعمل عقد بينهما يوضحان فيه الشروط المختلفة مثل القيمة النقدية مقابل كل خلية، وكذلك قوة الخلايا وتوزيعها في البيارة أو المزرعة، وكذلك قد يتم توضيح بعض النقاط الأخرى مثل تغطية مصاريف نقل الخلايا أو تعويضها في حالة الأضرار الناتجة عن استخدام المبيدات، وقد يشمل العقد قوة الطوائف وتوزيعها في البيارة "المزرعة".

المهم من كل ذلك هو وصول الطرفين إلى الفائدة المرجوة لكليهما، وقد بدأ بعض المزارعين في بلادنا بإتباع هذه الطريقة في تلقيح المزروعات وأهمها البطيخ والشمام.
وقد انتشرت في الفترة الأخيرة أصناف من النحل تتميز بزيارة الأزهار للتلقيح دون جلب كميات تذكر من العسل مثل النحل الطنان (نحل البمبوس).
أي أن هذا النوع من النحل مخصص للتلقيح فقط وليس لإنتاج العسل، ويستخدم خصوصاً لتلقيح البندورة (الطماطم) والخيار في البيوت البلاستيكية.
وحالياً يوجد مربو نحل لا يعتمدون على إنتاج العسل بل على أرباحهم من تأجير خلايا نحلهم.


الشروط الواجب توافرها عند إنشاء مشروع النحل
ويحتاج تنفيذ مشروع تربية النحل إلى تخطيط دقيق ودراسة لعدد من العناصر الضرورية اللازمة لنجاحه وأهمها:
أولاً: اختيار منطقة ومكان المنحل:
يفضل في اختيار المنطقة التي سينشأ بها المنحل أن تكون قريبة من مصدر رئيسي للرحيق وحبوب اللقاح وكذلك مصدر دائم للماء ومن المعروف أن أفضل مكان عندنا هو بيارات الحمضيات، والعسل الناتج منها أفضل عسل في العالم خصوصاً من النواحي التسويقية.
أما بالنسبة لاختيار المكان نفسه والذي ستوضع به الطوائف فيأتي بعد دراسة المنطقة ويجب معرفة أن المدى الاقتصادي لطيران النحل في خلال دائرة نصف قطرها 2-3 كيلومتر وكلما قربت مصادر الرحيق وحبوب اللقاح ولم يتعدى بعدها كيلومتر واحد كانت الفائدة أعظم لأن النحلة في هذه الحالة تقوم بعدة رحلات لجمع الغذاء في نفس الزمن.
كذلك يجب مراعاة عدم ازدحام المنطقة بمناحل أخرى، إذ قد تكون المنطقة مثالية من حيث بيارات الحمضيات "المرعى" ولكن ازدحامها بطوائف النحل يؤدي إلى قلة محصول العسل الناتج.
ويعتبر وضع 200 خلية نحل في دائرة نصف قطرها 2-3 كم عدد لا بأس به مع افتراض أن هذه المنطقة متوفر داخل محيطها بيارات حمضيات أو أي مصدر رئيسي للرحيق وحبوب اللقاح وقد وجد بالدراسة أن دونم الحمضيات (1000م2) يكفي لأربع خلايا لإنتاج العسل.
(كتاب تربية النحل ودودة القز، ص144، للدكتور/لؤي الناجي، العراق).
وأعتقد أن التقدير النهائي للعدد الذي يمكن للمنطقة أن تستوعبه يرجع إلى مربي النحل نفسه، فقد يجد أن الأفضل هو تخفيض عدد الطوائف أو زيادته عن ذلك تبعاً لكمية العسل التي تنتجها طوائفه في تلك المنطقة.
كذلك فإن عند اختيار المكان يجب مراعاة سهولة الوصول للمنحل من حيث الطرق وصلاحيتها وذلك لتسهيل العمل ونقل الاحتياجات اللازمة...الخ.
ويجب أيضاً مراعاة أن يبتعد المنحل عن المزارع الخاصة بالحيوانات سواءً الأبقار أو الدواجن على الأقل مسافة 150 متر لأن الروائح الكريهة تسبب هياج النحل وسرعة لسعه، كذلك قد تسبب هجرة النحل لخلاياه.
كما يجب إبعاد المنحل عن خطوط جريان المياه (العمالات) لكي لا يتسبب تسرب المياه إلى أرض المنحل في انقلاب الخلايا أو غرقها.
ويراعي أيضاً أن يبعد المنحل عن طرق المواصلات الرئيسية، ويجب أن يكون المنحل محمياً من الآفات والحيوانات الضالة وكذلك اللصوص.
ويفضل إحاطة أرض المنحل بسياج من الأسلاك الشائكة يتسلق عليها احد نباتات الأسيجة.
أما في بعض المناطق الجبلية كما في الضفة الغربية فإن وضع خلايا النحل على الجبال يختار لها المكان الذي تتوفر به الحماية الطبيعية من الرياح الشديدة ومن السيول، وأن تكون طرق المواصلات إليه سهلة بقدر الإمكان.
وأفضل موقع لذلك يكون على المنحدرات البسيطة المواجهة لشروق الشمس حيث تساعد النحل في السروح المبكر ويسمح بتصريف الرطوبة وفضلات الخلية.
وعند وضع الخلايا في البيارات نفسها فيفضل أن يكون مكان المنحل خالي من الأشجار، فيجب إزالة بعض الأشجار لكي توضع بها الخلايا في الأماكن التي تسمح بتعريضها لأشعة الشمس في الصباح الباكر وتظليلها في وقت الظهيرة.



ثانياً: شراء الخلايا وأدوات النحل:

تجهز الخلايا والأدوات عند شراء النحل ويمكن شراء طوائف نحل بخلاياها بسعر رخيص وذلك عند استغناء أصحابها عنها.

ويجب أن يراعي في صناعة الخلايا والبراويز دقة مقاساتها حتى لا تسبب صعوبات في العمل، والمقاسات المستخدمة عندنا هي نوع لانجستروث.

كذلك يجب توفير فرازة كهربائية مع ملحقاتها كحامل لوضع براويز العسل وآخر لوضع البراويز التي تفتح عيونها السداسية للفرز وحوض أو أي وعاء آخر لاستقبال العسل ومن ثم تعبئته في براميل خاصة بالتخزين ويقوم البعض بتصفية العسل بالمنضج قبل التخزين.

ويمكن تجهيز موتور كهربي لشفط وضخ العسل من الحوض للبراميل بقوة 0.5 – 1 حصان.

كذلك يجب شراء لوازم النحال نفسها كالأفرهول والقناع والمدخن و...الخ.




ثالثاً: الإنشاءات:

يجب توفير مكان خاص لإجراء العمليات التي تتطلبها عمليات النحالة من تجهيز براويز وتخزين للخلايا والأدوات، وكذلك تجهيز مكان لفرز العسل يوضع به الفراز والأحواض والبراميل الخاصة بالتخزين، ويكون مجهز بإضاءة كافية ومصدر للمياه.

وقد يضيف البعض غرفة خاصة تستعمل كمكتب ومختبر لعمل الملكات وخلافه.

ويفضل عادة أن تكون غرفة الفرز منفصلة عن المخزن ويطلق على المبنى الذي يضم هاتين الغرفتين اسم بيت العسل Hony house ويشترط أن يتوفر في بيت العسل الشروط الصحية التالية:

1- يجب أن تكون النوافذ جيدة الإحكام عند غلقها مع تغطيتها من الخارج بسلك شبكي يمنع دخول الحيوانات والحشرات والطيور داخل الغرف.

2- يستحسن أن تكون أرضيته ملساء نظيفة يمكن غسلها بسهولة.

3- يجب أن يغطي باب بيت العسل بالسلك الشبكي وتعمل عادة عتبة خارجية لا تسمح بدخول الحشرات عند فتح الباب الدخلي.
4- أن يحتوي بيت العسل على مصدر نقي للمياه ومغسلة لغسل وتنظيف الأدوات والأجهزة. مع ملاحظة عمل تصريف جيد للخارج.
5- يفضل أن يكون الجدار عازل للحرارة (لعدم تسريب الرطوبة).




رابعاً: تجهيز وإعداد مكان وضع الخلايا في المنحل:

‌أ. يجب أن يبعد المنحل عن الطريق العام بمسافة لا تقل عن 50 متراً أما إذا كان أقرب من ذلك فيجب عمل سور عالي أو تعريشه بحيث يرتفع عنها النحل عند سروحه وعودته وذلك لتلافي إزعاج المارة أو موت أعداد منه.

‌ب. تجهز أرضية المنحل بتسويتها ووضع قواعد الخلايا بها تمهيداً لإحضار الخلايا، ويفضل أن يزرع بين صفوف الخلايا أشجار متساقطة الأوراق مثل المشمش والخوخ واللوز أو عمل مظلات (عرش) من العنب أو الليف "اللوف" أو اليقطين "القثائيات" أو تغطى تلك العرش بالكرتون أو الخيش وذلك كله في فترة الصيف على أن ترفع في الشتاء.

ومن الملاحظ أن تعرض الخلايا لحرارة الشمس الشديدة تسبب في استهلاك النحل لكمية كبيرة من العسل وكذلك فقد في طاقته وذلك في محاولته تلطيف جو الخلية من الداخل، علاوة على ذلك فإن الأقراص الشمعية الجديدة والمملوءة بالعسل تلين وتتكسر، فينسكب منها العسل مما قد يؤدي لغرق الملكة والشغالات وكذلك قد يؤدي للسرقة بين النحل.

‌ج. إذا كانت الأرض فراغ فيجب عمل مصدات للرياح في الجهتين الجنوبية والغربية "في ظروف بلادنا (فلسطين)". أما إذا وضعت الخلايا في بيارة أو مزرعة فيفضل أن تقع الأشجار في غرب الخلايا مباشرة بحيث يكون ظل تلك الأشجار على الخلايا وقت الظهيرة وما بعدها في فصل الصيف وكذلك تعتبر مصدّ للرياح شتاءً.

‌د. عند وضع الخلايا يفضل أن تكون أبواب الخلايا في اتجاه شروق الشمس لكي يبكر النحل في السروح صباحاً، وتكون مداخلها مظللة وقت الظهيرة وعند اشتداد درجة الحرارة صيفاً ومحمية من الرياح والأمطار شتاءً. توضع الخلايا في المنحل بنظم مختلفة أفضلها أن توضع في خطوط تبعد الواحدة عن الأخرى حوالي متر وبعد الخط عن الآخر 1.5 متر ويفضل أن تكون الخلايا متبادلة من خلال الخطوط على صورة ما يسمى رجل غراب.

وهذا يساعد في تقليل حالة فقد النحل لخلاياه. ويقوم بعض النحالين بوضع خلاياهم في صورة مجموعات كل خليتين أو أكثر مع بعضهم على أن يراعي أن اتجاه أبوابها مختلف كل عن الأخرى. كذلك يقوم بعض النحالين بدهان أبواب الخلايا بألوان مختلفة وذلك لمساعدة النحل في التمييز والاهتداء لخلاياه بسرعة وبدقة أكثر وكذلك يساعد الملكات حين التلقيح للعودة لخلاياها بسهولة.
‌ه. رفع الخلايا عن الأرض: من الملاحظ أن كثير من النحالين يقومون بوضع خلاياهم على الأرض مباشرة، مما يؤدي لكثرة المشاكل الناتجة عن وجود الخلايا على هذه الصورة، ومن هذه المشاكل السحالي والنمل.
لذا يفضل رفع الخلايا عن الأرض وهناك طريقة جيدة وغير مكلفة كثيراً وأيضاً من البيئة المحلية حيث تعمل حوامل خاصة وهي عبارة عن شبكات مواسير الحمامات الشمسية التالفة، وتجهز عن طريق قص الشبكة طولياً إلى قطعتين كل واحدة بها تقريباً 3-4 مواسير وتجهز لكل قطعة 4 أرجل تثبت بها (طول الرجل حوالي 20سم) وهي من نفس المواسير. ويثبت أيضاً بنهاية الأرجل قطع معدنية دائرية لمنع انغراسها في الأرض.
ويوضع على كل حامل خليتان أي أن الشبكة الواحدة تكفي لعمل حاملين يتسعان لأربع خلايا.
توضع الحوامل متباعدة عن بعضها مسافة 0.5 – 1م لتسهيل الكشف على الخلايا عند اللزوم.
ومن مميزات هذه الطريقة أنه عند وضع الأرجل في أوعية بها ماء أو خلافه لا تتلف تلك الأرجل، كذلك لا تستطيع السحالي والحرادين تسلقها.
مع ملاحظة: يجب أن تكون الخلايا مائلة للأمام لكي لا يتجمع بها ماء أثناء المطر وكذلك ليسهل تنظيف الخلية.




خامساً: شراء وإحضار النحل:

بعد اختيار المكان المناسب وتجهيزه بالطرق المناسبة قدر الإمكان "لأنه من المعروف أن الكثيرين لا يملكون أرض المنحل فلا يستطيعون تجهيزه بطريقة متكاملة ولكن المقصود هو توفير أساسيات الموقع".

يجب أن يختار الوقت المناسب لشراء النحل والذي يتم في أي وقت من السنة وأفضل وقت لذلك (خصوصاً للمبتدئين) هو الفترة بين شهر أكتوبر وشهر فبراير، وذلك لأن النحل في هذه الفترة يكون قد اجتاز كل المشاكل التي تعترض تربية النحل، كذلك فإن النحل في هذه الفترة يتقدم بسرعة ولا يحتاج إلا لقليل من الرعاية والإرشاد خصوصاً للمبتدئين.

ولكن يجب العلم بأن النحل في هذه الفترة أغلى ما يمكن بالنسبة للمشتري وذلك لقرب إنتاج العسل، بعكس فترات أخرى مثل الفترة ما بعد قطف العسل في الربيع حيث يقوم كثير من النحالين بقسمة النحل إلى طوائف أخرى يقومون ببيعها بأسعار أرخص.




بيع النحل يتكون في عدة صور وهي:

1- طرد نحل: وهو مجموعة النحل التي تنفصل عن الخلية الأصلية طبيعياً.

2- نحل مرزوم: وهو عبارة عن كمية موزونة من النحل مع ملكة ملقحة تباع في صندوق بدون براويز وهذه شائعة في دول أخرى كالسعودية وغيرها.

3- نواة النحل: وهي الطريقة الشائعة عندنا حيث يتم بيع النحل على صورة نواة وهي عبارة عن 5 براويز بنحلها وهذه البراويز مكونة من برواز عسل وثلاثة بروايز حضنة (خلفة) وبرواز حبوب لقاح وجميعها مغطاة بالنحل من الجهتين والملكة حديثة. وثمن هذه النواة حوالي 50 دولار أمريكي أو ما يعادلها من العملة المتداولة.

ويجب مراعاة أن نحل هذه النواة نحل قياسي بمعنى أن يكون مثلاً إيطالي أو هجين إيطالي أو كرنيولي أو استرالي...الخ. ولكن ليس من النحل البلدي الشرس.

4- خلايا بها طوائف كاملة: وهي عبارة عن صندوق متكامل يحتوي على 10 براويز بنحلها أو 8 براويز بنحلها مع غذاية خشبية جانبية أو تحتوي على 5 براويز نحل كما سبق وتكمل بخمسة أخرى فارغة (بدون نحل) وعلى كل يتم الاتفاق على كافة الشروط بين البائع والمشتري في حدود المواصفات المتوفرة وفي هذه الحالة يقدر ثمن صندوق النحل بحوالي 100 دولار أمريكي أو ما يعادلها حسب وقت الشراء.

(والمقصود بالصندوق هو عبارة عن طبقة "نهضة" فارغة وقاعدة الصندوق وكذلك الغطاءين الداخلي الخشبي والخارجي المغطى بالصاج).
يجب مراعاة أن الأسعار تختلف من وقت لآخر من أوقات السنة وكذلك حسب النوعية...الخ.

كيفية الاتفاق ونقل النحل:
يتم الاتفاق على شراء النحل فإذا كانت الصفقة عبارة عن نويات نحل مثلاً فيقوم المشتري بإحضار صناديق النحل الفارغة للبائع، والذي يقوم بدوره بتعبئة النحل والبراويز في صناديق المشتري، وقد يقوم البائع بتجهيز الصناديق من عنده (قد تكون صناديق نويات والتي تحتوي على 5 براويز).
أو صناديق كبيرة (تتسع لعشرة براويز) على أن تعاد إليه بعد تفريغها في صناديق المشتري داخل منحله.
أما عند تجهيز الخلايا للنقل فيجب مراعاة إحكام غلق الصناديق لأن أي فتحة في أحد الصناديق قد تسبب مشاكل كبيرة جداً وفي نفس الوقت يجب مراعاة عمل فتحات للتهوية أو شبك سلكي وذلك لكي يتمكن النحل من التنفس من خلالها ولا يختنق.
ويتم ذلك بعدة طرق أهمها:
1- تغطى فتحة الغطاء الداخلي بالسلك الشبكي ويرفع الغطاء الخارجي جانباً ثم يقفل باب الخلية بقطع من الإسفنج أو سلك الجلي أو قطعة من الأبلكاج المثقب أو خلافه. بعد ذلك يتم تثبيت الغطاء الداخلي بالمسامير وترص الخلايا في السيارة بدون الغطاء الخارجي، وفي هذه الحالة يترك مجال واسع لتنفس النحل.
2- تبقى الخلية مغطاة بإحكام كما هي ويقفل باب الخلية بواسطة قطعة مثقبة من الأبلكاج على أن تكون محكمة تماماً. ويجب مراعاة ألا تكون الثقوب واسعة لمنع النحل من الخروج.
3- في حالة ازدحام الخلية بالنحل وخصوصاً في فصل الصيف يمكن استخدام طريقة أخرى وهي عبارة عن برواز خشبي مثبت به سلك شبكي ويثبت الإطار المذكور فوق الخلية بدلاً من الغطاءين الداخلي والخارجي بواسطة براغي أو مسامير كما يمكن عمل برواز بسلك شبكي يثبت على باب الخلية مع مراعاة عمل فرز في إطار الخشب مقابل باب الخلية وليسمح لخروج النحل داخل الإطار حتى أثناء النقل. وهذه تعتبر أفضل الطرق حيث تمنع تماماً اختناق النحل داخل الخلايا أثناء النقل خصوصاً في فصل الصيف أو عند ازدحام الخلايا .

ملاحظات في عملية النقل:
أ‌. إذا كان عدد البراويز داخل الخلية أقل من 10 براويز يمكن إكمالها إلى 10 براويز أما في حالة عدم وجود براويز فيمكن تثبيت آخر برواز بواسطة مسمارين وذلك لمنع حركة البراويز والذي قد يؤدي إلى فقد الملكة أو موت كثير من النحل.
ب‌. عندما تكون الخلية المراد نقلها مكونة من طبقتين (نهضتين) فهناك من يقوم بإحكام تثبيت الطبقتين بواسطة قطع خشبية ونقلهما كما هما.
وإما أن يقوم النحال في المرحلة الأولى بدمج النحل في الخلية السفلية ونقل الطبقة العليا (النهضة) بدون نحل في حين يكون جميع النحل في خلية التربية (السفلى) على أن تراعى ظروف النقل السابق ذكرها .
يجب ملاحظة :أنه يفضل نقل النحل في المساء وأن يتم فتح أبواب الخلايا المنقولة بعد وضع النحل في المكان المناسب والدائم بربع ساعة تقريباً لكي يخرج النحل بهدوء .


الدرس الثالث ( عمليات وأدوات النحالة )



1- فتح الخلايا للفحص:

لكي يسهل على النحال فحص الخلايا بدون التعرض للسع يجب عليه معاملة النحل بالطريقة المناسبة لطباعه كتجنب إحداث الضوضاء عند الفتح وتجنب عمل حركات سريعة أو هزات أو كثرة تحريك الأيدي.

ويجب بالإضافة لذلك اتخاذ الإحتياطات المناسبة لعدم دخول النحل بالوجه أو داخل الملابس.

وللنحال المتمرن مع النحل الهادئ يكفي القناع مع المدخن أو المدخن فقط.

أدوات الكشف على الخلايا






أ- القناع:

ومنه أنواع مختلفة أفضلها الأمريكي وهو عبارة عن طاقية من الب




لاستيك أو القش لها حافة عريضة تدخل من خلال شبكة خاصة مكونة من جزئين العلوي من سلك المنحل الشبكي والجزء الآخر عبارة عن نسيج شبكي مصنوع بطريقة خاصة تمنع دخول النحل من خلاله بالإضافة لوجود رباط خاص لإحكام التغطية الكاملة لمنطقة الرقبة والرأس.



ب- القفازات:










مصنوعة من الجلد المقوى واللين في نفس الوقت وله ذراع من القماش السميك قد يتوسط هذا الذراع جزء شبكي للتهوية.

والقفازات يستعملها عادة المبتدئ فقط وسرعان ما يستغني عنها لأنها تسبب الكثير من المشاكل علاوة على عدم سهولة الفحص بواسطتها.

ج- العتلة:














وهي عبارة عن قطعة من الحديد بأحد طرفيها ثنية وهذه القطعة مطروقة من الطرفين لسهولة فك البراويز وكذلك لإزالة الزوائد الشمعية بواسطتها وقد يستغنى عنها بواسطة مفك.
د- المدخن:


















ومنه عدة أنواع أهمها مدخن بنجهام (المستخدم في بلادنا) وهو عبارة عن اسطوانة من الصفيح (أو النرستا) لها غطاء على هيئة قمع مقلوب ويوجد بداخله قرص معدني مثقب تحترق عليه قطعة من الخيش أو نشارة الخشب او القش أو التبن (على حسب المتوفر). ويتصل بالمدخن منفاخ مصنوع من الجلد والخشب وزمبرك خاص وتوجد بأسفله فتحة مقابلة لفتحة الاسطوانة فيخرج الدخان لتهدئة النحل عن طريق الضغط على المنفاخ. ويجب عدم التدخين الشديد لأنه يؤذي النحل والحضنة.

ويمكن للمدخنين أن يقوموا بفتح بعض الخلايا للكشف السريع وذلك بواسطة التدخين على النحل بدخان السيجارة نفسها.

هـ- أو فرهول:









وهو من القماش القطني السميك أبيض اللون يساعد في حماية النحال من اللسع.
مواعيد وعدد مرات الفحص:
يفضل فحص الطوائف عند دفء الجو وعدم وجود رياح شديدة أو أمطار فالحرارة الشديدة تزعج النحل وتثيره للسع، والبرد الشديد يؤدي لموت الحضنة.
وأنسب أوقات الكشف على الخلايا هو من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر شتاءً أما في الصيف فيجري الفحص في أي وقت من النهار ما عدا وقت الظهيرة.
وتفحص الطوائف مرة كل 5-7 أيام وقت التطريد أي في أوائل فصل الربيع وبدء موسم الفيض، وذلك للتخلص من أي بيوت ملكية.
أما في الشتاء فتفحص كل 20 يوماً تقريباً.
وإذا كان عدد الخلايا كبيراً فيفضل أن تقسم المجموعات كل مجموعة في يوم خاص لكي لا يهيج النحل.
و- (ماسك) ملقط البراويز:












يستخدم البعض ملقط خاص لمسك البراويز وإخراجها من الصندوق حيث يمكن إدخال أطرافه بين البراويز وبالضغط على المقبض يقوم بمسك البرواز من الحافة العليا ثم يتم إخراجها ويوجد نوع آخر مكون من الماسك والعتلة سوياً.



كيفية التعامل مع النحل أثناء الفحص:

بعد إشعال الوقود في المدخن وليس القناع والأوفرهول يقف الفاحص جهة أحد جانبي الصندوق ويدخن بهدوء على باب الخلية ثم يرفع الغطاء الخارجي ويقلبه خلف الخلية ثم يدخن في فتحة الغطاء الداخلي للخلية وإذ لم يوجد غطاء خشبي داخلي فمن الطبيعي أن يكون غطاء داخلي من الخيش أو القماش فيرفع أحد جوانبه بهدوء ويعرض على النحل وينتظر قليلاً ثم يقوم بالفتح النهائي بهدوء أيضاً وذلك بواسطة العتلة، ويدخن تدخين بسيط على قمم البراويز ومن الأفضل أن يقف الفاحص وظهره للشمس ليسهل عملية الفحص على ألاّ يقف أمام الخلية.

ثم يقوم بفك الأقراص عن بعضها بواسطة الجزء المثني من العتلة ويستخرج أحد الأقراص ويقوم بفحصها فوق الخلية حتى لا تتعرض الملكة للسقوط على الأرض وبالتالي فقدها.

إذا كانت الخلية مكونة من طبقة أو أكثر وكلها مكتملة بالبراويز فيفضل إحضار طبقة (نهضة) فارغة توضع على الغطاء المقلوب ويوضع بها برواز أو أكثر من الطبقات المكتملة لتسهيل فحص باقي البراويز.

وإذا لم توجد طبقة يمكن إسناد البرواز بجوار الخلية وتفحص سائر البراويز بعد ذلك على أن يراعى عدم وجود الملكة على ذلك البرواز الموضوع جانباً.
وقد يستخدم حامل البراويز وذلك بتعليقه بأحد جوانب الخلية ثم يوضع أول برواز يتم استخراجه على هذا الحامل ويستكمل الفحص كالعادة.
أما إذا كان الصندوق به أقل من 10 براويز فبعد فحص البرواز الطرفي يوضع في الجانب الخالي من البراويز ثم يتم فحص باقي البراويز كالعادة.
ويجب مراعاة أنه في حالة وجود الطائفة في أكثر من دور تفحص الطبقة العلوية ثم تغطى بالغطاء الداخلي ثم تفحص الطبقة التي تليها وهكذا ثم تعاد الطبقات كما كانت.
والأفضل عند استخدام حاجز الملكات هو رفع الطبقات جانباً واحدة تلو الأخرى على غطاء الخلية المقلوب ثم تغطيتها بالغطاء الداخلي بعد ذلك يتم فحص صندوق التربية وبعد الانتهاء منه يتم فحص الطبقة التي تليه، وهكذا حتى يتم ارجاع الوضع كالسابق.

الهدف من فتح وفحص الخلايا:
1- التأكد من وجود الملكة ومعرفة قدرتها على وضع البيض والتأكد من خلوها من الأمراض والطفيليات وسلامة أعضائها المختلفة وخصوصاً الأرجل. ويغلب وجود الملكة على البراويز الوسطية وإذا لم تشاهد فيمكن الاستدلال عليها من خلال مشاهدة البيض حديث الوضع.
2- مشاهدة الحضنة لمعرفة قوة الطائفة وخلو الحضنة من الأمراض.
3- البحث عن بيوت الملكات وقت التطريد وهذه توجد في أطراف البراويز وكذلك في الفتحات التي قد توجد في بعض البراويز.
4- علاج الملكة أو النحل من الأمراض ومقاومة الطفيليات.
5- معرفة كمية العسل وحبوب اللقاح المخزنة بالخلية ومدى كفايتها.
6- إعدام الذكور وحضنتها غير المرغوبة والتخلص من الأمهات الكاذبة.
7- تنظيف الخلايا من الزوائد الشمعية وأي مخلفات أخرى.
8- لإضافة أقراص فارغة في موسم النشاط أو لرفع البراويز الزائدة عن حاجة النحل.
9- لإضافة الطبقات (النهضات) العلوية عند امتلاء السفلى.
10-لاستخراج البراويز عند فرز العسل في نهاية موسم الازهار.
11-لتغيير الملكات وكذلك عند قسمة النحل أو ضمه.

2- كيفية تثبيت الأساس الشمعي بالبرواز الخشبي:













بعد شراء الخلايا يتم شراء البراويز الخشبية أو يتفق عليها مع البائع إن كان بإمكانه توفير ذلك.

وبرواز النحل معروف لدى النحالين وهو كما بالشكل:

حيث يتم تجميعه بواسطة المسامير ثم يتم تسليكه والشائع هو التسليك المتوازي، وعادة يتم التسليك يدوياً وذلك بإدخال السلك من أحد الثقوب الطرفية الموجودة بجانبي البرواز (4 ثقوب كل جانب) ثم يدخل في الثقب المقابل ويعاد إدخاله في الثقب الذي يليه ثم في المقابل له وهكذا حتى آخر ثقب حيث يدق مسمار صغير يلف عليه طرف السلك ويتم إحكام الدق عليه ثم يُعاد شد السلك في الاتجاه العكسي من جانب لآخر حتى يحدث رنيناً عند شده، بعد ذلك يلف الطرف الآخر للسلك على مسمار صغير يدق في ذلك الطرف وبذا يتم شد السلك بدون خسارة أجزاء من السلك كما في طرق أخرى.



لوحة تسليك البراويز:

في الفترة الأخيرة تمّ عمل لوحة لتسليك البراويز وذلك لتسهيل عملية التسليك وضبطها أكثر، وهي عبارة عن لوحة خشبية أكبر طولاً وعرضهاً من البرواز الخشبي يثبت بأسفلها قطعتين من الخشب بحيث يكون ميلها في اتجاه القائم بعملية التسليك.

يثبت على السطح العلوي قطعتان خشبيتان سمك الواحدة حوالي 1 سم بحيث تشكلان مساحة البرواز الخشبي من الداخل فتعملان على عدم حركة البرواز، ويراعى أن تترك بينهما مسافة 2 سم حيث توضع المسامير الصغيرة الخاصة بتثبيت السلك.
كذلك يجب تثبيت حاجزين خشبيين أحدهما أمامي والآخر خلفي متوازيان في وضع أفقي وبينهما مسافة تقدر بحوالي 25 سم ويثبت على يمين الطرف العلوي للوحة قطعتان خشبيتان وذلك لحمل بكرة السلك بينهما لتدور على محور معدني.
ومن الملاحظ أنه يتم تثبيت ثنيتين معدنيتين على الحاجزين الأمامي والخلفي وذلك لتثبيت البرواز عند التسليك، وقد يستعاض عنهما بمسمارين يتم ثنيهما لتثبيت الإطار، وقد تختلف الأساليب الخاصة بتثبيت وإحكام الإطار.
وعملية التسليك في هذه الحالة تحتاج إلى ثلاثة بكرات وذلك لتمرير السلك عليهما لأن تسليك البراويز من نوع لانجستروث المستخدمة عندنا يحتاج إلى 4 أسلاك أفقية.
فتوضع البكرات واحدة على الجانب الأيمن في المنتصف بين السلكين الوسطيين وأما البكرتان الأخريان فتوضعان في الجهة اليسرى، الأولى بين السلكين العلويين والثانية بين السلكين السفليين.

آلة شدّ السلك:
عبارة عن مقبض بلاستيكي مزدوج قابل للحركة للداخل ويرجع لوضعه تلقيائياً يتصل بطرفيه المتحركين محورين معدنيين من النحاس مثبت عليهما قطعتين معدنيتين على صورة ترسين قابلين للحركة بعكس بعضهما وفي نفس الاتجاه.
عند الاستعمال يمسك المقبض الخاص بالدواسة ويمرر الترسان بإحكام على السلك المراد شده فنجد أنه يتعرج وبهذا يقصر طوله مما يؤدي إلى شده وبقوة.
ولدواسة الشد فائدة أخرى وهي إحكام تثبيت الشمع على الأسلاك وذلك نتيجة لدخول السلك المتعرج في الشمع بصورة جيدة وبالتالي لا يكون الأساس عرضة للإنفصال عن السلك مرة أخرى.

عملية التثبيت:
من المعروف استخدام الأساسات الشمعية لتوفير المجهود على النحل وزيادة إنتاج العسل ويحتوي الكيلوجرام الواحد على 16 فرخ شمع يثبت كل فرخ على برواز، فإذا كانت كمية البراويز المراد تسليكها وتثبيتها قليلة كما عند الهواة فإن التثبيت يكون عن طريق الدواسة الخاصة بتثبيت الشمع.
فيتم إدخال الشمع في الميزاب الموجود أسفل خشبة القمة ويوضع البرواز على لوحة التثبيت بعد أن تبلل قطعة القماش الموجودة على لوحة التثبيت ثم تمرر الدواسة الخاصة بالتثبيت على الاسلاك الأربعة وذلك بعد تسخين الدواسة في ماء يغلي.
وبذا يتم التحام الشمع بالأسلاك، ويمكن الاستعاضة عن الدواسة بسلك معدني وذلك بطرق طرفه ثم شقه بمبرد ثم إمراره على السلك كما سبق.
أما في حالة المناحل الكبيرة فيتم تثبيت الشمع على البراويز وذلك عن طريق توصيل طرفي سلك البرواز بتيار كهربي بقوة 12 فولت عن طريق محول خاص. وإذا لم تتوفر الكهرباء فيمكن استخدام بطارية السيارة مباشرة على أن يتم تشغيل موتور السيارة كي لا تفرغ البطارية.
ويوجد الآن أدوات كهربية مجهزة لهذا الغرض وتتم عملية التثبيت بسرعة فائقة.
وللأساسات الشمعية فوائد عظيمة أهمها:
1- توفير مجهود النحل وتوفير العسل، لأن كمية العسل اللازمة لانتاج كيلو جرام واحد من الشمع يحتاج إلى أكثر من 16 كيلو عسل.
2- تساعد في الحصول على عسل نقي وذلك لاستخدامها في الفرازات الحديثة.
3- تسهل من عملية نقل البراويز من خلية لأخرى وكذلك سهولة فحص الخلايا.
4- يمكن حفظها وتخزينها لعدة سنوات واستخدامها في أي وقت آخر.

مساوئ الشمع القديم:
من المعروف أنه بعد استخدام الشمع لعدة سنوات نجد أنه يصبح أسود قاتم اللون وفي هذه الحالة يجب التخلص منه وذلك للأسباب التالية:
1- العيون السداسية التي تم تربية الحضنة بها لعدة سنوات تصبح سوداء بسبب طلاء النحل لها بمادة البروبوليس مما يؤدي إلى تلوين العسل المخزن بها باللون الداكن.
2- ضيق العيون السداسية بسبب تراكم جلود إنسلاخ اليرقات وشرانق العذارى، وهذا يؤدي إلى صغر أحجام الشغالات الناتجة وهذا بدوره يؤدي إلى صغر أعضاء الشغالة كالخرطوم وحوصلة العسل مما يؤدي إلى قلة أحمالها من العسل وقلة الانتاج.
ويمكن الاستدلال على تلك البراويز التالفة وذلك عن طريق النظر إليها عبر شعاع الشمس، فإذا ظهر أثر ضوء تكون جيدة وإذا لم يظهر فيجب تغييرها.
فعند إضافة أساسات شمعية من الأفضل أن تضاف بكميات قليلة عند بداية جلب الرحيق وتزداد هذه الكمية عندما يبدأ النحل بالتبييض (وهو ظهور شمع أعلى البراويز) وهذا يدل على وفرة الرحيق ووجود نحل قادر على بناء الشمع ووفرة درجة الحرارة المناسبة داخل الخلية وهي حوالي 535م.



الدرس الرابع ( الشتاء والنحل )



من المعروف كما ذكرنا أن النحل من ذوات الدم البارد أي تنخفض وترتفع حرارة جسمه بارتفاع وانخفاض درجة الحرارة الجوية لكنه ليس كغيره من الحشرات التي تدخل في طور بيات شتوي في فصل الشتاء لأنه عند انخفاض درجة الحرارة الجوية نجد أنه يتجمع مع بعضه مكوناً كتلة على صورة عنقود Cluster لكي يحتفظ بحرارة جسمه. فنجد أن النحل صغير السن يتركز في وسط الكتلة، وأما النحل كبير السن فيكون غلاف الكتلة، فعند زيادة برودة الجو نجد أن النحل يتماسك ويتلاصق أكثر، وفي هذه الحالة يبدأ صغير السن في استهلاك العسل ويتحرك اهتزازياً، فتنطلق الطاقة التي تنتقل من النحل الوسطى تدريجياً إلى الخارجي وهكذا، فيكون النحل الخارجي معرضاً للبرد أكثر وبالتالي يكون أقصر عمراً. بدليل أنه في كثير من الحالات نجد أن بعض الخلايا التي تعرض نحلها للأمطار مباشرة، فإن النحل الخارجي قد يموت ولكن باقي النحل يتحمل ويستمر في الحياة.

ونظراً لأهمية ومدى تأثير هذا الفصل من السنة على النحل خصوصاً وأنه يأتي مباشرة قبل موسم تزهير الربيع فإنه يجب إعداد وتجهيز الخلايا لمواجهة فصل الشتاء أو ما يسمى بالتشتية Wintering وهي قيام مربي النحل بتهيئة نحله لتحمل برد الشتاء.




التشتية في البلاد الباردة:

تختلف طرق التشتية من منطقة لأخرى، ففي البلاد الباردة تهبط درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي ويكسو الجليد جميع الأسطح المعرضة له ويستمر وجوده طوال فترة فصل الشتاء تقريباً وهو فصل طويل تنعدم فيه المزروعات والمراعي.
فنجد مثلاً أن بعض مربي النحل في ألمانيا والنمسا يلجأون إلى نقل طوائف نحلهم إلى أقبية خاصة تسمى Cellars يحتفظ بدرجة حرارتها ما بين 5-510م ولا تتعداها حتى لاينشط النحل محاولاً الخروج فيموت.
وهناك طريقة أخرى وهي وضع الخلايا في منازل النحل Bee Houses بصفة دائمة طوال العام وبالإمكان فتح بعض جوانبها خلال موسم النشاط ويجب في هذه المناطق أن تترك للطوائف كميات كبيرة من العسل لا تقل عن 20 كيلو جرام ويتم تغذية النحل هناك على القند وهو عبارة عن عسل مع سكر بودرة.
وقد يقومون بلف خلاياهم بالورق المقوى المطلي بالزفتة لكي لا تتشبع بالرطوبة.
من ذلك نجد أنه عند مقارنة الشتاء في بلادنا والشتاء هناك فإن الاحتياجات الواجب اتخاذها هناك شاقة ومكلفة جداً.
وعلى ذلك لا يقارن بين الجهد الذي يبذل في بلادنا والجهد الذي يبذله النحالون في البلاد الباردة.
ولكن لكي نستقبل موسم الربيع وهو الموسم الرئيسي لجمع العسل عندنا فيجب أن نحافظ على طوائف النحل في فترة الشتاء والتي تعتبر فترة الإعداد الحقيقية للموسم الجديد.
فإذا خرجت الخلايا من موسم الشتاء قوية معافاة فإنها تكون في أفضل حال يمكنها من جمع كمية وافرة من العسل خلال موسم فيض رحيق الحمضيات.
سرطان الثدي

إســـقــــه عـــســـلا

جاء في صحيح مسلم من حديث أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري: (أن رجلا أتى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي عرب بطنه (أي فسد هضمه واعتلت معدته) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا, فذهب ثم رجع وقال: لم يغن عنه شيئا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا. فذهب الرجل ثم رجع وقال لم يغن عنه شيئا. فقال له رسول الله اسقه عسلا. فذهب الرجل ثم رجع وقال: لم يغن عنه شيئا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرابعة اسقه عسلا. صدق الله وكذب بطنه. فذهب الرجل فسقاه عسلا فبرئ